لم أصدق مقولة قائل ( بأن الكتاب يأخذك إلى روعة الأمل والاحساس بقيمتك لما فيه من قصص وآيات وأشعار ) اخترت لكم هذه لعلها تكون محبة خالدة لا ينساها الليل ولا النهار .
أيها الإنسان : يامن مل من الحياة ، وسئم العيش ، وضاق ذرعا بالأيام ، وذاق الغصص ، إن هناك فتحا مبينا ، ونصرا قريبا ، وفرجا بعد شدة ، ويسرا بعد عسر .إن هناك لطفا خفيا بين يديك ومن خلفك ، وهناك أملا مشرقا ، ومستقبلا حافلا ، ووعدا صادقا ( وعد الله لا يخلف الله وعده ) । إن لضيقك فرجا وكشفا ، ولمصيبتك زوال ، وإن هناك إنسا وروحا وندى وطلا وظلا । ( الحمدالله الذي أذهب عنا الحزن (أيها الإنسان :آن أن تداوي شكك باليقين ، والتواء ضميرك بالحق ، وعوج الأفكار بالهدى ، واضراب المسيرة بالرشد ।آن أن تقشع عنك غياهب الظلام بوجه الفجلر الصادق ، ومرارة الأسى بحلاوة الرضى ، وحنادس الفتن بنور يلقف ما يأفكون .أيها الناس : إن وراء بيدائكم القاحلة أرضا مطمئنة ، يأتيها رزقها رغدا من كل مكان .وإن على رأس جبل المشقة والضنى والإجهاد ، جنة أصابها وابل ، فهي ممرعة ، فإن لم يصبها وابل ، فطل من البشرى والفأل الحسن ، والأمل المنشود .يا من أصابه الأرق ، وصرخ في وجه الليل : ألا أيها الليل الطويل ألا انجل ، أبشر بالصبح ، ( أليس الصبح بقريب ) . صبح يملؤك نورا وحبورا وسرورا .يامن أذهب لبه الهم :رويك ، فإن لك من أفق الليل فرجا ، ولك من السنن الثابتة الصادقة فسحة .يا من ملأت عينيك بالدمع :كفكف دموعك ، وأرح مقلتيك ، اهدأ فإن لك من خالق الوجود ولاية ، وعليك من لطفة رعاية ، اطمئن أيها العبد ، فقد فرغ من القضاء ، ووقع الاختيار ، وحصل اللطف ، وذهب ظمأ المشقة ، وابتلت عروق الجهد ، وثبت الأجر عند لا يخيب لديه السعي .اطمئن :فإنك تتعامل مع غالب على أمرة ، لطيف بعبادة ، رحيم بخلقة ، حسن الصنع في تدبيرة . اطمئن :فإن العواقب حسنة ، والنتائج مريحة ، والخاتمة كريمة .بعد الفقر غنى ، وبعد الظمأ ري ، وبعد الفراق اجتماع ، وبعد الهجر وصل ، وبعد الانقطع اتصال ، وبعد السهاد نوم هادئ ، ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق